الربائح (مفردها ربيحة)1 هي جزء من أرباح الشركة يتم توزيعه على المساهمين، وعادةً ما يكون على شكل نقدي أو أسهم إضافية من الأسهم. تمثل هذه المدفوعات طريقة للشركات لمشاركة أرباحها مع من يمتلكون حصصًا في الشركة، وبالتالي تقديم عائد على استثمارهم. وتُعد الربائح جانبًا أساسيًا في النظام المالي، حيث تلعب دورًا حاسمًا في جذب المستثمرين والاحتفاظ بهم.
الأساسيات حول الربائح
تُدفع الربائح عادةً بشكل منتظم، وغالبًا ما يكون ذلك كل ثلاثة أشهر، ولكن يمكن أن تكون أيضًا شهرية أو نصف سنوية أو سنوية. يتم تحديد المبلغ المدفوع لكل سهم من قبل مجلس إدارة الشركة ويمكن أن يتغير بناءً على ربحية الشركة، واحتياجاتها من التدفقات النقدية، وصحتها المالية العامة. تعتبر الشركات التي لديها تاريخ طويل من الدفع الثابت والمتزايد للربائح غالبًا محل تقدير عالٍ من قبل المستثمرين، حيث يشير ذلك إلى أداء ثابت وقابل للتنبؤ.
عندما تعلن الشركة عن ربيحة، تُعلن عن تاريخ محدد يُعرف بـ«تاريخ التسجيل»، والذي يجب أن يكون فيه المستثمر مساهمًا للحصول على الربيحة. بعد ذلك، يتم تحديد «تاريخ استحقاق الربيحة»، والذي يكون عادةً قبل تاريخ التسجيل بعدة أيام. المستثمرون الذين يشترون الأسهم في أو بعد تاريخ الاستحقاق لن يحصلوا على الربيحة المقبلة. وأخيرًا، يأتي «تاريخ الدفع» الذي يتم فيه توزيع الربيحة فعليًا على المساهمين.
أنواع الربائح
توجد عدة أنواع من الربائح التي يمكن أن تصدرها الشركات، ولكل منها خصائصه وتأثيراته على المستثمرين. النوع الأكثر شيوعًا هو الربيحة النقدية، حيث يحصل المساهمون على دفعة نقدية عن كل سهم يمتلكونه. هذا النوع بسيط ويوفر دخلًا فوريًا للمستثمرين.
من جهة أخرى، تتضمن الربائح الموزعة على شكل أسهم إضافية توزيع أسهم إضافية من أسهم الشركة. على الرغم من أن هذا يزيد من عدد الأسهم التي يمتلكها المستثمر، فإنه لا يوفر نقدًا فوريًا. ومع ذلك، يمكن أن يزيد من قيمة حيازات المستثمرين إذا ارتفع سعر سهم الشركة مع مرور الوقت.
يمكن للشركات أيضًا إصدار ربيحة خاصة، وهي دفعات لمرة واحدة تكون عادةً أكبر من الربائح العادية. يتم توزيع هذه الربائح غالبًا عندما تكون الشركة قد تراكمت لديها أرباح كبيرة أو بعد إتمام حدث مالي مهم، مثل بيع أصول كبيرة.
لماذا تدفع الشركات الربائح
السبب الرئيسي وراء دفع الشركات للربائح هو إعادة جزء من أرباحها للمساهمين. يمكن أن تساعد هذه الممارسة في جذب والاحتفاظ بالمستثمرين الذين يبحثون عن دخل منتظم، خاصة أولئك الذين يعتمدون على استثماراتهم لتلبية نفقاتهم، مثل المتقاعدين. من خلال دفع الربائح، يمكن للشركات أيضًا الإشارة إلى صحتها المالية واستقرارها، حيث تشير المدفوعات الثابتة للربائح إلى تدفق نقدي ثابت وأرباح قوية.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن تكون الربائح وسيلة للشركات لإدارة رأس المال الخاص بها. من خلال توزيع النقد الزائد على المساهمين، تمنع الشركة تراكم الكثير من النقد، الذي قد يُستخدم في مشاريع غير منتجة أو غير فعالة. يمكن أن يؤدي هذا الانضباط في رأس المال إلى تحسين الأداء المالي العام وارتفاع أسعار الأسهم.
تأثير الربائح على المستثمرين
بالنسبة للمستثمرين، يمكن أن يكون للربائح تأثير كبير على إجمالي العائد على الاستثمار. في حين أن المكاسب الرأسمالية الناتجة عن زيادة أسعار الأسهم يمكن أن تكون متقلبة وغير متوقعة، توفر الربائح مصدرًا ثابتًا وموثوقًا من الدخل. قد يكون هذا مهمًا بشكل خاص خلال فترات تقلبات السوق عندما قد تتقلب أسعار الأسهم، ولكن المدفوعات تبقى ثابتة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة استثمار الربائح لشراء المزيد من أسهم الشركة، وهي استراتيجية تعرف بإعادة استثمار الربائح. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفة نمو محفظة المستثمر بمرور الوقت، حيث تشتري الربائح المعاد استثمارها أسهمًا إضافية، والتي بدورها تولد المزيد من الربائح. تقدم العديد من الشركات خطط إعادة استثمار الربائح (DRIPs) التي تسهل هذه العملية دون فرض عمولات، مما يعزز من إمكانية النمو.
التأثيرات الضريبية
تحتوي الربائح على تأثيرات ضريبية تختلف حسب الولاية القضائية للمستثمر ونوع الربيحة المستلمة. في العديد من البلدان، تكون الربائح خاضعة لضريبة الدخل، ولكن المعدلات قد تختلف بناءً على ما إذا كانت الربائح مصنفة كـ«مؤهلة» أو «عادية». قد يتم فرض ضريبة على الربائب المؤهلة، التي تأتي عادةً من الشركات الأمريكية أو الكيانات الأجنبية المؤهلة، بمعدل أقل من الدخل العادي. من ناحية أخرى، تُفرض ضريبة على الربائب العادية بمعدل ضريبة دخل المستثمر العادي.
من الضروري أن يفهم المستثمرون المعاملة الضريبية لربائحهم لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة وتحسين عائداتهم بعد الضرائب.
في الختام، تُعد الربائح جانبًا أساسيًا في مشهد الاستثمار، حيث تقدم وسيلة للشركات لتوزيع الأرباح وللمستثمرين للحصول على مصدر دخل منتظم. فهم الأنواع المختلفة للربائح، والأسباب التي تدفع الشركات لدفعها، وتأثيرها على العوائد الاستثمارية والضرائب أمر بالغ الأهمية لأي مستثمر. من خلال دمج الأسهم التي تدفع الربائح في محافظهم، يمكن للمستثمرين تحقيق توازن بين النمو والدخل، مما يعزز رفاهيتهم المالية العامة.
الهامش
- هناك ترجمات عديدة لمصطلح dividend، منها: ربح السهم، وحصة الأرباح، وتوزيع الأرباح. جميعها إما غير مناسبة، أو ركيكة، أو غير دقيقة، أو مكونة من كلمتين (تعبير مركب). ولهذا، فضلنا استخدام «ربيحة» وجمعها «ربائح»، كما ترجمها منير البعلبكي وأيضًا إدوارد غالب. ↩︎