تصحيحات متوهمة

أنواع التصحيحات المتوهمة

التصحيحات المتوهمة تعني تصحيحات زائفة أو وهمية، تنشأ حين يُخطئ المتحدث أو الكاتب في تقدير القاعدة اللغوية الصحيحة، فيقدم تصحيحًا غير ملائم أو مبالغًا فيه. ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين:

  • التصحيحات الزائدة (Hypercorrections): وهي محاولة تصحيح تبالغ فيها، تؤدي إلى استخدام أشكال لغوية أو قواعد غير مناسبة أو زائدة عن الحد. مثال ذلك تصحيح «لم يأكلوا» (صح) إلى «لم يأكلون» (خطأ).
  • التصحيحات الناقصة (Hypocorrections): حيث يكون التصحيح غير كامل أو جزئي، فلا يتم إزالة الخطأ الأصلي بشكل كلي، وينشأ عنه انحراف لغوي جديد. مثال ذلك تصحيح «العاملان دخلوا» (وهي خطأ) إلى «العاملان دخلا» في حين أنها الصحيح «العاملان يدخلان».

أسباب الظاهرة

ينبع ظهور التصحيحات المتوهمة من عدة عوامل، أبرزها:

  • الفجوة بين اللغة المعيارية واللغة العامية أو المحلية، حيث يحاول المتكلم التوفيق بينهما لكنه قد يخطئ في تقدير قواعد اللغة.
  • نقص المعرفة القواعدية الدقيقة أو عدم استيعاب بعض القواعد النحوية أو الصرفية بشكل كامل.
  • الرغبة في الظهور بمظهر المتقن والمثقف، مما يدفع إلى الإفراط في التصحيح.

أمثلة على التصحيحات المتوهمة

غمرت الظاهرة مختلف اللغات عامة، ولعل من الممكن الإشارة إلى أمثلة بارزة في اللغة العربية، وخصوصًا في نصوص العربية الوسيطة الكلاسيكية، مثل العربية اليهودية والعربية المسيحية، التي تُعَدُّ نصوصًا تقع بين العربية الفصحى الكلاسيكية والعامية. وينتج هذا الشكل عادةً بشكل غير متعمد (مع إمكانية حدوثه عمدًا أحيانًا)، إذ يرمي الكاتب إلى محاكاة الفصحى الكلاسيكية في البداية، لكنه يُنتج في نهاية المطاف شكلًا هجينًا نتيجة ضعف لغته، فلا يكون من العامية، ولا من الفصحى الكلاسيكية. وقد تعود الأسباب إلى عوامل أخرى، مثل التأثر اللغوي باللغات الأجنبية، كما هو الحال في العربية المسيحية التي تأثرت بتركيبات يونانية وسريانية بفعل الترجمة.

ويُطلق على هذا الشكل مصطلح «العربية الوسيطة»؛ مع ضرورة التنبيه إلى أنها ليست نمطًا لغويًا مستقلاً، ولا مرحلة تاريخية أو زمنية محددة. إذ يمكن أن ينتج عن أنصاف المتعلمين في الوقت الحاضر من المتحدثين بالعربية الحديثة ما يُشابه «العربية الوسيطة الحديثة»، حيث تظهر محاولات التصحيح أحيانًا بشكل زائد أو ناقص، مما يولد أشكالًا لغوية غير سليمة.

في اللغات الأخرى، نجد أمثلة مشابهة حيث يحاول المتكلم تصحيح نطق أو قواعد لغوية ظنًا منها خاطئة، لكنه ينتج بذلك شكلًا لغويًا غير صحيح.

الهامش
  1. ظهرت ترجمات أخرى كثيرة، على غرار: أخطاء شبه الصحيح (الذي لا يعبر عن المفهوم)، وتصحيحات وهمية، وتصحيحات زائفة. على أنّا نرى أن «تصحيحات متوهَّمة» تعكس المفهوم بشكل أدقّ وأوضح. ↩︎