في عالم السياسة والإعلام، تبرز مصطلحات عديدة تصف أساليب القادة والخطابات السياسية. من بين هذه المصطلحات، نجد «شعبي» و«شعبوي». رغم أن الكلمتين قد تبدوان متشابهتين في اللغة، إلا أن الفروق بينهما جوهرية وتعكس اتجاهات سياسية وسلوكية مختلفة.
مفهوم «الشعبي»
تشير كلمة «شعبي» إلى كل ما يتعلق بالشعب ويعبر عن اهتماماته وثقافته. يمكن أن تستخدم الكلمة لوصف شخص، حركة، أو سياسة تتمتع بقبول ودعم واسع بين الناس بسبب تلبيتها لاحتياجاتهم وتطلعاتهم. الشعبي غالبًا ما يكون مرتبطًا بالإيجابية والبساطة ويعبر عن القيم والممارسات التي تنبع من المجتمع نفسه.
أمثلة:
- الفنون الشعبية: مثل الرقصات التقليدية، الأغاني التراثية، والحرف اليدوية التي تعبر عن ثقافة مجتمع معين.
- القادة الشعبيون: مثل الشخصيات السياسية أو الاجتماعية التي تحظى بدعم واسع بسبب قدرتها على فهم والتفاعل مع مشكلات الناس العادية.
- السياسات الشعبية: السياسات التي تركز على تحسين حياة المواطنين العاديين، مثل تحسين خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية.
- الحركة الشعبية: تنظيم جماهيري ينبع من القاعدة الشعبية.
مفهوم «الشعبوي»
من ناحية أخرى، يرتبط مصطلح “شعبوي” بالسياسة بوجه خاص ويشير إلى نهج معين يستخدمه بعض القادة والسياسيين. يتسم الشعبويون بتبني خطاب بسيط ومباشر، غالبًا ما يكون عاطفيًا ويهدف إلى جذب واستمالة الجماهير من خلال التركيز على استيائهم ومشاعرهم السلبية تجاه النخب السياسية أو الاقتصادية.
خصائص الشعبوية
- الخطاب العاطفي: يستخدم الشعبويون لغة قوية وعاطفية تستهدف مشاعر الغضب والخوف لدى الجماهير.
- مناهضة النخب: يعمد القادة الشعبويون إلى تصوير أنفسهم كمدافعين عن الشعب ضد النخب السياسية والاقتصادية التي يُتهمون بالفساد وعدم تمثيل مصالح المواطنين.
- الوعود المبسطة: غالبًا ما يقدم الشعبويون حلولاً مبسطة وسريعة للمشكلات المعقدة، ويعدون بتحقيق تغييرات جذرية بشكل فوري.
أمثلة على الشعبوية
- القادة الشعبويون: الشخصيات التي تستغل مشاعر السخط الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية، مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة أو جايير بولسونارو في البرازيل.
- الحركات الشعبوية: مثل حركة الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) التي استغلت مشاعر الاستياء من الاتحاد الأوروبي.