مغالطة «ماذا عن»

تحدث مغالطة «ماذا عن» المنطقية عندما يقوم الشخص بالرد على انتقاد أو سؤال موجه إليه بالإشارة إلى مشكلة أو خطأ آخر بدلًا من التعامل مع الموضوع المطروح. هذا الأسلوب يهدف إلى تحويل الانتباه عن القضية الأصلية بجعل النقاش يدور حول قضية أخرى قد تكون غير ذات صلة مباشرة. مثال على ذلك هو عندما يُواجه سياسي باتهامات فساد في بلده، فيرد على الاتهامات بالإشارة إلى فساد موجود في بلد آخر قائلًا: «ماذا عن فساد ذلك البلد؟».

أمثلة على مغالطة «ماذا عن»

1. السياسة: عندما ينتقد شخص سياسات الحكومة الحالية ويُجاب بالقول «ماذا عن السياسات الفاشلة للحكومة السابقة؟».
2. البيئة: عندما يُثار موضوع التغير المناخي ويُرد على ذلك بالقول «ماذا عن الدول التي تلوث البيئة أكثر منا؟».
3. القضايا الاجتماعية: عند مناقشة قضايا حقوق المرأة ويُجاب بالقول «ماذا عن حقوق الرجال؟».

تأثير مغالطة «ماذا عن» على النقاشات

استخدام مغالطة «ماذا عن» يمكن أن يؤدي إلى عدة تأثيرات سلبية على النقاشات، منها:

1. تشتيت الانتباه: تحوّل النقاش بعيدًا عن الموضوع الأساسي، مما يؤدي إلى عدم معالجة القضايا المطروحة بشكل فعّال.
2. تقويض الثقة: قد يشعر المشاركون في النقاش بأن الردود ليست صادقة أو جادة، مما يؤدي إلى تقويض الثقة بين الأطراف.
3. إطالة النقاشات: يؤدي إلى إطالة مدة النقاش دون الوصول إلى حلول أو استنتاجات واضحة، حيث يتم فتح مواضيع جديدة بشكل مستمر.

كيفية مواجهة مغالطة «ماذا عن»

لمواجهة مغالطة “ماذا عن” بشكل فعّال، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات:

1. العودة إلى الموضوع الأساسي: تذكير الطرف الآخر بموضوع النقاش الأصلي والطلب منه التعامل معه مباشرة.
2. الاعتراف بالمشكلة الأخرى دون تغيير الموضوع: يمكن الاعتراف بأن المشكلة الأخرى التي تم الإشارة إليها هي قضية هامة، ولكن يجب التأكيد على أهمية معالجة القضية الأصلية أولًا.
3. طرح أسئلة محددة: طرح أسئلة محددة ومباشرة تتطلب إجابات واضحة حول الموضوع الأساسي، مما يقلل من فرص تحويل النقاش إلى موضوع آخر.

مغالطة «ماذا عن» هي إحدى المغالطات المنطقية الشائعة التي تُستخدم لتحويل الانتباه عن القضية الأصلية في النقاشات. فهم هذه المغالطة وكيفية التعامل معها يمكن أن يُسهم في تحسين جودة النقاشات وجعلها أكثر فعالية وموضوعية. على الرغم من أن الإشارة إلى قضايا أخرى قد تكون أحيانًا مهمة، إلا أنه يجب دائمًا التأكد من عدم استخدامها كوسيلة للتهرب من معالجة النقاط الأساسية المطروحة.